الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات «حارة اليهود».. مسلسل يترقبه المشاهد «الإسرائيلي» أيضا

نشر في  18 جوان 2015  (10:14)

يبدو أننا سنشاهد هذه الأيام المسلسل المصري «حارة اليهود» ويشاهده الإسرائيليون معنا. وربما هم يترقبون هذا المسلسل أكثر من المشاهد العربي. ضجة كبيرة سبقت هذا العمل وأثيرت في الصحف المصرية، عندما كتبت صحيفة The Times Of Israel الإسرائيلية، تقريرا حول المسلسل قالت فيه إن المسلسل جديد، يُسلّط ضوءا إيجابيا على اليهود، واعتبرت أن مسلسلات رمضان المصرية كانت عادة منصة لنقد لاذع معاد لإسرائيل ومعاد للسامية. واعتبرت الصحيفة أن صورة اليهود والإسرائيليين في المسلسل تعكس الفكر المصري السائد حاليا، فإن الشرير الأكبر في «حارة اليهود» كما تقول الصحيفة – إلى جانب الصهيونية – هو حركة «الإخوان المسلمين». وتضيف أن مؤسس الحركة، حسن البنا، الذي اغتيل عام 1939، يظهر وهو يقتبس آية من القرآن تدعو المسلمين إلى ضرب الكفار «حيث ثقفتموهم».
مدحت العدل -مؤلف المسلسل- قال في تصريح، إنه ومن خلال هذا العمل، رغب في تصوير جو كانت فيه مصر «تتعايش مع كل الأديان واللهجات وكل اللغات». وأضاف «المسلسل لن يتعرض لليهود فقط، وإنما لحارة مصرية اسمها حارة اليهود، يعيش فيها مسلمون ومسيحيون ويهود، وطول العمر لا نقول هذا مسيحي أو مسلم أو يهودي بل كانوا كلهم مصريون». ورفض اتهامه بتجميل صورة اسرائيل واليهود والتطبيع مع الكيان الصهيوني بأن تاريخه الوطني معروف، وأن المسلسل يدين الصهيونية والعنصرية الإسرائيلية، وأن المشاهد سيلمس ذلك عندما يتابع أحداث المسلسل.

المسلسل الذي تنتجه «العدل غروب» يتناول قصة حب بين علي، ضابط في الجيش المصري، لعب دوره النجم إياد نصار، وليلي، سيدة يهودية شابة جسدتها النجمة منة شلبي، إلا أن الأحداث تتعقد بينهما بعد التوترات وبلتغيرات التي شهدتها البنية المجتمعية في مصر عقب اندلاع الثورة، فضلا عن تأسيس دولة إسرائيل. وتدور أحداثه في الفترة التي سبقت ثورة يوليو في الأربعينات مرورا بالعدوان الثلاثي على مصر.
ربما من الجيد أن يقدم عمل عربي درامي صورة مختلفة لليهود أكثر منطقية وواقعية، بعيدا عن الصورة النمطية الكاريكاتيرية التي اعتمدتها المسلسلات المصرية في أغلب أعمالها لليهودي «الأخنف» الذي يضع القبعة اليهودية ويتحدث بشكل مريب وغريب. وهذا ما يبدو -مبدئيا- حسنة في كتابة العمل على المستوى الفني. إضافة إلى أن اليهود مكّون كان له حضور لافت في المجتمع المصري على المستوى الاقتصادي قبل وجود «اسرائيل» وقبل تأميم ممتلكات الكثير منهم بعد الثورة، وهجرة العديد من اليهود إلى خارج مصر لأسباب عديدة. ولكن العديد من التساؤلات يتزاحم قبل بداية متابعة حلقاته، استفز حضورها موضوع العمل أولا والضجة التي أثيرت بعد ثناء الصحافة الإسرائيلية عليه. ومن الموضوعي، بالطبع، الفصل بين مسمى يهودي وإسرائيلي. ولكن وسط كل الأحداث الكبيرة التي تمر بها مصر منذ بداية ثورة 25 يناير وحتى اليوم، والاصطفافات الدينية والطائفية والإرهاب الذي يضرب في كل مكان، والجدل المفتوح حول فتاوى التكفير وكيفية تعايش مذاهب الدين الواحد وسط أجواء تحتقن بالكراهية، أين يمكن أن نضع قضية اليهود في العالم العربي أو مصر تحديدا، أو ننظر اليها كأولوية أو كجزء من حل هذا الوضع، الذي لا يتحمل ربما الخوض في موضوع حساس مرتبط بوجود إسرائيل وهجرة اليهود العرب إليها، ولا يلام من يشعر بالريبة من طرح هذا الموضوع الآن، وسط أجواء غامضة لا نفهم فيها الغرض من هذا الطرح والام يهدف، أو لأي فكرة يسوّق ولماذا في هذا الوقت بالذات. جواب بعض هذه الأسئلة سيكون بعد متابعة العمل.

القبس